خطبة الامام الحسين في يوم عاشوراء و هو يخاطب الأعداء

إنارات فقهية يوليو 05, 2025 يوليو 05, 2025
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

 

دعا الحسين عليه السلام برحلته فركبها ونادى بأعلى صوته: يا أهل العراق … فقال:

“أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظّكم بما يحقّ لكم عليّ وحتى أعذر إليكم، فإن أعطيتموني النصف فكنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فاجمعوا رأيكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّ، ثم اقبلوا عليّ ولا تنظرون، إن وليّي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.”

ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله، وصلى على النبي وعلى ملائكة الله وأنبيائه، فلم يسمع متكلّم قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه. ثم قال:

“أما بعد، فانسبوني فانظروا من أنا، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبواها فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي. ألستُ ابنَ بنتِ نبيّكم وابنَ وصيّه وابنَ عمّه، وأولَ المؤمنينَ المصدّقِ لرسول الله بما جاء به من عند ربّه؟ أليس حمزةُ سيدَ الشهداء عمّي؟ أليس جعفرُ الطيّار في الجنة بجناحين عمّي؟ ألم يبلغكم ما قال رسول الله لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ، والله ما تعمّدت كذبا منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله، وإن كذّبتموني فإِنَّ فيكم من لو سألتموه عن ذلك أخبركم: اسألوا جابرَ بنَ عبد الله الأنصاري وأبا سعيدٍ الخدري وسهلَ بنَ سعدٍ الساعدي وزيدَ بنَ أرقم وأنسَ بنَ مالك، يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي. أما في هذا حاجزٌ لكم عن سفك دمي؟!”

فقال له شمر بن ذو الجوشن: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقال
فقال له حبيب بن مظاهر: والله إنّي لأراك تعبد الله على سبعين حرفا، وأنا أشهد أنك صادقٌ ما تدري ما يقول، قد طبَع الله على قلبك.

ثم قال لهم الحسين عليه السلام:

“فإن كنتم في شكٍّ من هذا أفتشكّكون أني ابنُ بنتِ نبيّكم؟! فوالله ما بين المشرق والمغرب ابنُ بنت نبيٍّ غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم أتطلبونني بقتيلٍ منكم قتلته؟ أو بمَالٍ لكم استهلكته؟ أو بقصاصِ جراحةٍ؟!”

فأخذوا لا يكلمونه.

فنادى:

“يا شبثَ بنَ ربيعٍ، يا حجارَ بنَ أبجر، يا قيسَ بنَ الأشعث، يا يزيدَ بنَ الحارثِ، ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثمارُ، واخضَرّ الجنبُ، وإنما تقدّمون على جندٍ لكم مُجَنّدٍ؟”

فقال له قيس بن الأشعث: ما ندري ما تقول، ولكن انزل على حكم بني عمّك، فإنهم لم يروك إلا ما تحبّ.

فقال له الحسين:

“لا والله لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد.”

ثم نادى:

يا عبادَ الله، إني … عذرتُ بربي وربّكم أن تُرجِموني … أعوذُ … بربي وربّكم من كلّ متكبّرٍ لا يؤمن بيوم الحساب.

ثم أنه انحنى راحلته، وأمر عقبةَ بنَ سمعانَ فعقّلها، وأقبلوا يزحفون نحوه.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

4664961831068661378
https://fadhelalrayes.blogspot.com/